بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يصادف سنوياً آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، وبدعوة كريمة من سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، أقامت الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ظهر اليوم الجمعة 05 ابريل، في المسجد الجامع بموسكو احتفالاً جماهيراً للتعبير عن تضامن المجتمع الدولي مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحقيق تطلعاته وحقوقه المشروعة، وإعلاء صوت العالم للدفاع عن المقدسات الإسلامية في القدس ــ المسجد الأقصى
وشارك في حضور فعاليات الاحتفال اصحاب السعادة السفراء والقائمين بأعمال السفارة لكل من الأردن، ايران، غامبيا، فلسطين، اليمن، بنغلادش، جامعة الدول العربية، نيجيريا، ماليزيا، الكويت، تركيا، مصر عمان، الجزائر، الإمارات العربية المتحدة، سوريا، قيرغيزستان، لبنان وتشاد
وافتتح سماحة المفتي الاحتفال بكلمة ترحيبية، أكد فيها أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية ضد سكان غزة منذ ما يقرب من ستة أشهر، وأن العالم كله يرى كيف تمحى المدن الفلسطينية من على وجه الأرض، ويموت الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ. وكل ذلك يتم بدعم الولايات المتحدة الامريكية التي ترسل مساعدات عسكرية ومالية لإسرائيل كحليف لها، وتزودها بالسلاح، مضيفاً سماحته بأنه يشعر بالفخر بأن روسيا الاتحادية من أوائل الدول التي أدانت الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، مشيراً إلى أن سكان القدس هم من ممثلي مختلف الأديان والأعراق ويريدون جميعاً العيش بسلام، ويحرصون على الحياة دون عدوان
وشدد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على أن الأعمال الاستفزازية ضد المسجد الأقصى تؤدي إلى العنف وتصعيد الصراع، مشيراً إلى أن الأقصى يتعرض اليوم لتهديد التدمير من جانب إسرائيل، ولا يستطيع المسلمون الفلسطينيون وأتباع الإسلام من كل أنحاء العالم الصلاة في المسجد الأقصى، قائلاً: "اليوم لا توجد مثل هذه الفرصة، لا يسمح لنا بالتواجد هناك، حتى الفلسطينيين غير مسموح لهم بالدخول، قلوبنا تتألم والدموع تنهمر من عيوننا"
واشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، إلى أنه علينا أيضاً أن لا ننسى بأن الشعب الروسي كان مجبراً على القيام بالعملية العسكرية الخاصة لحماية سلامة البلاد ووحدتها السيادية، وحتى حتى لا نتعرض للتهديد من قبل النازية أو الفاشية التي حاربها أجدادنا.. وسندعو الله تعالى متضرعين بالنصر المؤزو لرجالنا الذين يدافعون عن مستقبل أبنائنا وأحفادنا والسلاح في أيديهم"
بدوره، قال سعادة السفير فوق العادة والمفوض للمملكة الأردنية الهاشمية لدى روسيا الاتحادية خالد عبد الله الشوابكة إلى أن المملكة ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني تبذل كل الجهود للحفاظ على المقدسات الإسلامية بما فيها القدس الشريف، مشدداً على أن "الأقصى هو أولوية المملكة الاردنية الهاشمية"، ومضيفاً أنه في عام 2013، أكد جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا التزامهما بحماية المقدسات الإسلامية في القدس من خلال اتفاقية  أن اﳌﻠﻚ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ المقدسة في اﻟﻘﺪس اﻟﺸﺮﻳﻒ"، وأن كافة جهود المملكة حاليًا تهدف إلى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للأماكن المقدسة في القدس
من جانبه، قال السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية إيران الإسلامية لدى الاتحاد الروسي كاظم جلالي، إنه نتيجة للحرب الشاملة ضد الفلسطينيين في غزة، قُتل 42 ألف شخص، ودُمرت المساجد والكنائس والبيوت، مضيفاً بأن "سكان القطاع يعيشون بلا مأوى وبدون طعام وشراب، وأن ممثلي المجتمع الدولي يحبون التحدث ومناقشة حقوق الحيوانات والأقليات والمجموعات الأخرى، لكنهم في الوقت نفسه يغضون الطرف تمامًا عن محنة سكان غزة"
كما أشار سعادة السفير الإيراني إلى الدور السلبي للولايات المتحدة في مصير الفلسطينيين. ووفقا له، فقط في الأشهر الستة الماضية استخدم الأمريكيون حق النقض على جميع القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، معرباً في الوقت نفسه عن ثقته في أن النصر سيكون للمسلمين والفلسطينيين، وأن الدول الغربية بسياستها الكيل بمكيالين لن تتمكن من كسر المقاومة
وأعرب سعادة السفير فوق العادة والمفوض لدولة فلسطين لدى روسيا الاتحادية عبد الحفيظ نوفل عن شكره ومتنانه لجميع الحاضرين على المشاركة في ذكرى يوم القدس العالمي، كما توجه بالشكر والعرفان لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، الذي بمبادرة منه يتم الاحتفال بهذا اليوم في المسجد الجامع بموسكو، لاظهار الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني وغزة، مضيفاً بأن الفلسطينيين، وخاصة سكان غزة، يطلبون منكم التضامن والمساعدة. واليوم فقط، وردت أنباء عن قيام المحتلين الإسرائيليين مرة أخرى بارتكاب عمل عدواني ضد الأقصى، مشيراً إلى أن هذا العدوان يحدث كل يوم
وشدد سعادة السفير عبد الحفيظ نوفل على أن الأعمال العدوانية ضد المسجد الأقصى، والتي تؤدي إلى استمرار العنف وتصعيد الصراع، لم تتوقف ولو ليوم واحد