استقبل ضميرعزة اللين النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، صباح اليوم الجمعة في مقر مجلس شورى المفتين لروسيا، وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي ومدير مكتب العلاقات الدولية في الحركة، وعضوية الشيخ محمد كاظم صوالحة عضو المكتب السياسي ومدير المكتب القانوني في الحركة، بحضور حارث صاوبيانوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، وايلدار علييف مدير إدارة العلاقات الدولية في مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية
وفي مستهل اللقاء نقل ضمير عزة اللين تحيات سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين القلبية إلى الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن مسلمي روسيا كانو مسرورين ببدء عملية المصالحة الوطنية الفلسطينية، ويأملون في أن تتوصل قيادتي كل من حركة فتح وحماس إلى المصالحة، من أجل تكريس الجهود لتحقيق السلام على الأراضي الفلسطينية التي عانت وتعاني الكثير، ومشدداً على أن هذه المصالحة ضرورية لتنفيذ جميع الاتفاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي ينبغي أن تتحقق من خلال مفاوضات مباشرة حول التسوية النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة
كما عبّر ضمير عزة اللين عن تفهمه لتعقيد وصعوبة الوضع، مشيراً إلى أن مسلمي روسيا يحثون الفلسطينيين على الحفاظ على هذه الروح البناءة من أجل تحقيق وحدة حقيقية على أساس الأرضية السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً إلى أن المصالحة الوطنية الفلسطينية الهادفة لرأب الصدع بين رام الله وغزة، تتطلب وقتاً وإرادة سياسية كبيرة، ولكنها أمر ضروري لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة داخل حدود 1967 وفقا لمعاييرالشرعية الدولية
وأضاف عزة اللين:" لقد سررنا نحن مسلمو روسيا بتوقيع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح الفلسطينيتان اتفاقاً للمصالحة يوم 12 اكتوبر2017، برعاية جمهورية مصر العربية، و روسيا الإتحادية تتمسك بموقف ثابت بشأن إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على الأرضية السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية"
وأشار ضمير عزة اللين إلى العلاقات القوية التي تربط مجلس شورى المفتين لروسيا مع الشعب الفلسطيني وقيادة الدولة الفلسطينية وشخصياً مع فخامة الرئيس محمود عباس، مذكراً بالمساعدة المالية التي قدمها أطفال فلسطين لبناء المسجد الجامع بموسكو، وبمنح فخامة الرئيس محمود عباس رئيس الدولة الفلسطينية نجمة القدس الكبرى للزعيم الروحي لمسلمي روسيا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين
كما أعرب النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية عن أمل مسلمي روسيا في الإنجازالسريع لعملية المصالحة الوطنية بين الاطراف الفلسطينية، والتي تعتبر من العوامل الرئيسية المساهمة في نجاح المفاوضات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط، مضيفاً إننا ندعو الله مخلصين من أجل أن يعم السلام والاستقرار كل بيت فلسطيني
وأكد فضيلته على أن مسلمي روسيا يدينون قرار القيادة الأمريكية القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال إننا نضم صوتنا إلى أصوات جميع الأحرار في العالم، وندعو متخذي هذا القرار، لإعادة النظر في موقفهم الخاطئ هذا
إننا مقتنعون بأن هذا القرار سيؤدي إلى تعقيدٍ كبيرٍ في عملية المفاوضات بين أطراف الصراع في المنطقة، والذي ينبغي له أن يحل من خلال المفاوضات الثنائية، وعلى أساس الإطار القانوني الدولي القائم، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة
نحن مسلمو روسيا واثقون من أن مثل هذه القرارات، المتخذة من جانب واحد، والتي تستدعي السخط المبرر من قبل كل القوى العاقلة، سوف تعرقل إقامة السلام والاستقرار الدائم في المنطقة، والتي بدورها ستسهم بالتأكيد في إثارة الكراهية بشكل أكبر، وستدخل في مدارها مشاركين وأقاليم جدد
وأضاف عزة اللين:" إن مسلمي روسيا، مقتنعون بضرورة البحث عن حل عادل وشامل، واعتماده في إطار تسوية سياسية لواحدة من أكثر الصراعات الدولية التي طال أمدها، وهم متمسكون بالموقف المبدئي الروسي لصالح حل الدولتين للقضية الفلسطينية على أساس القرارات الدولية المعروفة، بما في ذلك مبادرة السلام العربية، ويؤيدون تماماً موقف القيادة الروسية والذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية
بدوره هناً الدكتور موسى أبو مرزوق مسلمي روسيا على فوز الرئيس فلاديمير بوتين في الإنتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً، مؤكدا على الأهمية الإيجابية لموقف القيادة الروسية بشأن قضايا الشرق الأوسط، والوضع في العالم ككل، قائلاً:" نحن نقدر دعم وزارة الخارجية الروسية لعملية المصالحة الفلسطينية، وزيارتنا هذه تأتي بهدف اللقاء مع المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية لمناقشة دور روسيا الإتحادية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مبيناً أن روسيا ليس لها ماض استعماري في المنطقة، وتفعيل مشاركة روسيا في هذه المسألة هو أمر إيجابي بالنسبة لجميع الأطراف، سواء داخل فلسطين أو أطراف النزاع"
وفي ختام اللقاء قال عزة اللين نسأل العلي القدير أن يعم السلام والاستقرار الذي طال انتظاره، في الأرضي
المقدسة، وأن ينعم أهلها بالرخاء والأمن، وأن يزرع الله في قلوب الناس بذور التسامح والرحمة