يأتي حرص مجلس شورى المفتين لروسيا، برئاسة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، وسعيه الدائم لضمان مشاركة حفظة القرآن الكريم، من شباب وفتيات روسيا الإتحادية في المسابقات القرآنية الدولية، يأتي كأحد الإتجاهات الهامة في النشاط والتعاون الدولي مع مختلف البلدان العربية والإسلامية  
ففي كل عام، يقوم عشرات من حفطة القرآن الكريم، من مختلف المناطق الروسية، بتمثيل مسلمي روسيا الإتحادية في مختلف المحافل القرآنية الدولية، التي تقام في البلاد العربية وبلدان وسط وجنوب شرق أسيا  
ومما يثلج الصدر مشاركة حفظة القرآن الكريم من مواطني روسيا الإتحادية، في 16 مسابقة قرآنية دولية خلال عام 2017
ففي الرابع من شهر مايو/ أيار 2017 م اختتمت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أعمال الدورة الثامنة من مسابقة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسيفيك ودول آسيا الوسطى والشرقية ، برعاية فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس الجمهورية الإندونيسية، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، وبمشاركة أكثر من 120 متسابقاً، يمثلون 25 بلداً
ومثل روسيا الإتحادية في هذه المسابقة طلاب أحد مراكز تحفيظ القرآن في العاصمة التتارية قازان، وشاركو في مسابقات حفظ 10، 15، 20 جزء من القرآن الكريم
وفي الحفل الختامي للمسابقة ألقى كل من السيد الرئيس جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمات أشارو فيها إلى أهمية مثل هذه الأنشطة لتحفيز وتشجيع الشباب للإقبال على دراسة وحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لأن المعرفة الحقيقية هي إحدى العوائق التي تحول دون دخول وانتشار أفكار التطرف والراديكالية، التي تضر بالمجتمع
وفي 21 مايو / أيار اختتمت أعمال النسخة الـ59 من مسابقة القرآن الكريم الدولية في ماليزيا، والتي انطلقت فعالياتها الإثنين 15 مايو/أيار في مركز "بوترا" للتجارة العالمية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في فرعي حفظ  القرآن الكريم كاملاً وتلاوته، وبمشاركة 91 متسابقاً ومتسابقةً من 46 دولة
وبتوجيه كريم من مجلس شورى المفتين لروسيا، مثل روسيا في هذه المسابقة، الشاب يوسف عابدوف ، والشابة إيلينا دميترينكو، وكان أداؤهم مناسباً في الدور التمهيدي، حيث استطاعو الإنتقال إلى التصفيات
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الفتيات حافظات القرآن الكريم من مواطنات روسيا الإتحادية، قليل إذا ما قورن بعدد الشباب، إلا أنهم أيضاً كانو من بين المشاركين في عدة مسابقات دولية لحفظ القرآن الكريم، التي جرت في الأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة، على مدى السنوات الماضية،وهؤلاء الفتيات من طالبات وخريجات معهد تحفيظ القرآن في مقاطعة سراتوف الروسية
ومع تزايد عدد المسابقات القرآنية الدولية التي يشارك فيها مواطنو روسيا، تتوطد علاقات التعاون مع تلك الدول في هذا الإتجاه،  ومن بين الدول التي حافظت لسنوات على التعاون الوثيق في هذا الاتجاه، هي تونس، حيث شارك مؤخراً قربان محمدوف، بآخر مسابقة قرآنية أقيمت في تونس، في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً
وللمرة الأولى خلال السنوات الخمس الأخيرة، شارك أسخات محمد، مواطن روسيا من جمهورية داغستان في مسابقة القرآن الكريم الدولية في جمهورية قرغيزيا، وهي أول مشاركة دولية لهذا الشاب، وقد أظهر مستوىً لائق من المعرفة  وحفظ القرآن الكريم
ويهدف مجلس شورى المفتين لروسيا، إلى الدفع للمشاركة في هذه المسابقات الدولية ليس فقط حفظة القرآن الكريم أصحاب الخبرة في المشاركات الدولية، وإنما أولئك الذين يشاركون للمرة الأولى، بهدف الإحتكاك والتعرف على مستوى لجان التحكيم في المسابقات الدولية، والتي تضم عادة في عضويتها خبراء في العلوم القرآنية من مختلف دول العالم العربي والإسلامي
ومن بين هؤلاء يشارك حالياً اثنان من حفظة القرآن الكريم من جمهورية داغستان، في المسابقة الدولية للقرآن الكريم في تركيا، نتمنى لهم التوفيق، و ندعو الله تعالى أن يمدهم بالصبر والمثابرة لتحقيق نتائج جيدة
إن مشاركة الشباب والشابات مواطني روسيا في مختلف المسابقات القرآنية الدولية، هي فرصة فريدة من نوعها، ليس فقط لإظهار مستواهم وإنجازاتهم في دراسة وحفظ القرآن الكريم، ولكن أيضا لتقييم مستوى المعرفة والتعلم لديهم، وتبادل الخبرات مع زملائهم الأجانب في مجال دراسة وحفظ القرآن وتلاوته، ونقل هذه الخبرات وتطبيقها في المراكزالقرآنية والمدارس الدينية في روسيا