Wednesday, 24 April 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار > عباسوف: الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام وإنما تحركه مصالح سياسية

عباسوف: الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام وإنما تحركه مصالح سياسية أجرت صحيفة الاهرام المصرية، لقاءً صحفياً مع فضيلة الشيخ روشان عباسوف، النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، و رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية قال فيه:
يا شباب المسلمين أنتم عنوان الدين.. أرجو الله في هذا الشهر المبارك أن يغتنم الشباب الفرصة ويتحركون ففي الحركة بركة،وأن نقوم بأنشطة أكثر من اللازم تكون عنوانًا ودعوة لديننا الحنيف، دين العلم والعمل والسلام.
الأزهرالشريف قبلتنا العلمية.. وجامعاتنا الإسلامية تسيرعلى نهجه.. الإفتاء ليس دورنا الوحيد.. ونقيم المهرجانات الفنية للرد على المسيئين.. الإرهاب والتطرف مرض العصر.. والمجلس يقف له بالمرصاد.. في طريقنا لإحياء "الوقف".. والحكومة تدعمنا لإنشاء البنك الإسلامي الروسي
وإليكم الكامل للحوارالذي نشرته صحيفة الأهرام على موقعها الإلكتروني
بلسان عربي مبين، وبصدر مسلم رحب، وبأفق روسي واسع، صبر عليّ الشيخ روشان عباسوف، النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وتحمل مشقة الحوار مع "الأهرام"، والتي هي تفوق عناء سفره من موسكو للقاهرة، قربنا المسافات بسؤال بسيط وإجابة شافية عنه وعن مجلسهم الموقر ودوره هناك، وأحوال خمسين قومية مسلمة بروسيا وطقوسهم، خاصة في رمضان، شكر الأزهر الشريف الذي يدين بالفضل له ولعلمائه، كافح التطرف والإرهاب والإساءة للإسلام بكل سلام، عباسوف يوجه رسالة لشباب المسلمين خصوصًا المصريين في الحوار التالي..
أطلعنا سماحة الشيخ على بطاقتكم التعريفية..؟
اسمي روشان عباسوف، أشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين، والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ولدت في موسكو، وأبلغ من العمر 36 عامًا، أنحدر إلى البلغار الذين أسلموا رسميًا في القرن الثالث الهجري على يد الرحالة العرب، بعد حصولي على الثانوية من موسكو، اتجهت لدول الخليج العربي لدراسة الشريعة الإسلامية بمعاهدها الدينية، ثم عدت أدراجي لموسكو والتحقت بالجامعة الحكومية، وتعلمت اللغة العربية بإحدى كلياتها، ثم أكملت دراستي بالجامعة الإسلامية، وبعد حصولي على البكالوريوس تخصصت في الحوار بين الأديان والقوميات، ثم حصلت على ماجستير في الإدارة بجامعة موسكو الحكومية من خلال منحة من الدولة.
متى أنشيء مجلس شورى مفتي روسيا؟
تاريخ الإسلام في روسيا الاتحادية قديم جدًا، فمنذ أكثر من ألف سنة يعيش المسلمون هنا مع قوميات عديدة مثل المسيحية واليهودية والبوذية، حتى قامت الثورة البلشفية، وكان هناك تضييق على الدين، ولكن بعد انتهاء فترة الشيوعية أصبحت روسيا ديمقراطية ــ الحمد لله ــ أخذ المسلمون مساحة واسعة من الحرية، وفي عام 1996 اجتمع علماؤنا، وعلى رأسهم سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين، واتفقوا على إنشاء مجلس شورى المفتين.
هل للمجلس أعمال أخرى غير الإفتاء؟
نعم، فنحن في روسيا الاتحادية لا توجد وزارات تقوم على رعاية شئون المسلمين في جميع النواحي، لذلك لا يقوم المجلس بدور الإفتاء فقط، بل يتعدى إلى النشاطات الدينية والعلمية والاجتماعية والثقافية، مثل بناء المساجد والمدارس والجامعات، يعني يمكن القول بأن المجلس يلعب دور وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية في الدول العربية.
ما أوجه التعاون بين المجلس والمؤسسات الدينية بالدول العربية، خصوصًا الأزهر الشريف؟
لأننا نعتبر جزءًا من المجتمع الإسلامي فتوجد للمجلس علاقات أخوة وتعاون مع العالم العربي، ووقعنا مذكرات تفاهم معه لتدشين برامج تاريخية تعليمية وإجراء دراسات وإصدار الكتب في مجال الدعوة الإسلامية، وعقد مسابقات القرآن الكريم الدولية، وعلى رأس العلاقات القوية علاقتنا مع الأزهر الشريف قبلتنا العلمية التي ندين لعلمائها بالفضل في تخريج الطلاب الروس لباحثين نشطين في العمل الإسلامي داخل روسيا، ومنهم الأئمة والخطباء والمدرسون في جامعاتنا الإسلامية التي أنشأناها في موسكو وقازان عاصمة جمهورية تترستان، وكذلك استقينا تجربتنا في البرامج الدراسية من الأزهر، أن تتسع العلاقات بينه وبين مجلس شورى المفتين.
وما الجهود التي يبذلها المجلس لنشر الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة العربية في روسيا؟
المجلس يلعب دورًا مهمًا في نشر الثقافة الإسلامية داخل المجتمع الروسي، فنحن نقيم برامج ليست مقتصرة على المجتمع الإسلامي، بل لكل الأديان والقوميات في موسكو وكبرى المدن الروسية، على سبيل المثال نحجز أكبر القاعات الاجتماعية للاحتفال بمولد النبوي، ونعقد ندوات ثقافية تتناول رسالة الإسلام والنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" الرحمة المهداة للعالمين، بالإضافة إلى أننا نعقد سنويًا مسابقة للقرآن الكريم نسميها "حفلة"، لتلاوة الحافظين وتفسير الآيات الكريمة للحضور، علاوة على افتتاح المشروع الخيري والتعليمي والثقافي خيمة رمضان السنوية، وندعو إليه غير المسلمين لتناول الإفطار معنا، ونشرح خلالها للقوميات الروسية التي تزيد على 90 قومية، ثقافة القوميات الإسلامية "50 قومية"، ولكل واحدة  تقاليد وعادات مختلفة عن الأخرى.
أما اللغة العربية فهي بالنسبة لمسلمي روسيا ليست لغة أجنبية، بل على العكس هي لغة القوميات الإسلامية، فنحن ندرسها لغة رئيسة في المدارس والجامعات الإسلامية، ونعقد دورات لتعليم العربية، وكذلك نقيم مسابقات لها في المدن المختلفة.
هل للمجلس إسهامات في التعليم العام، كإنشاء جامعة إسلامية في روسيا يأتي إليها المسلمون من كل مكان طلبًا للعلم الشرعي؟
قبل خمسة عشر عامًا أسسنا جامعات إسلامية في موسكو وقازان لديها نشاطات كبيرة، واليوم أسسنا الأكاديمية الإسلامية في جمهورية داغستان والتي سيدّرس فيها تاريخ علماء الدين المسلمين في روسيا منذ 150 عامًا، وبعد انتشار الطلاب من دول مثل طاجيكستان وقيرغستان وكازاخستان بشكل كبير نخطط في المستقبل لإنشاء مركز للدراسات الإسلامية لكل مسلمي العالم.
ما جهود مجلس شورى المفتين في مكافحة الفكر المتطرف؟
الإرهاب والتطرف هو مرض اليوم في العالم، وللمجلس برامج كثيرة، منها ما ذكرناه سابقَا من البرامج التعليمية والثقافية، فضلًا عن عقد حلقات حوار في المساجد والمدارس والجامعات، نتكلم فيها عن هذا المرض وكيف نعالجه ونتجنب الإصابة به، ويلعب الأئمة دورًا كبيرًا في تثقيف الشباب وإرشادهم ــ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ــ إلى سبل السلام في الدين، وما هو الإسلام الحقيقي، حتى لا يسلكون الطريق الخطأ من التطرف، والحمد لله الشباب يستجيب لنا ويصبح درعًا تقاوم الإرهاب.
وما ردود أفعال المواطنين الروس تجاه الأعمال الإرهابية خصوصًا في أوروبا، ونظرتهم إلى المسلمين هناك؟
وضع المسلمين في روسيا ليس كوضع المسلمين في البلاد الأوروبية؛ حيث إننا نملك تاريخًا في التعايش مع الأديان الأخرى يمتد لأكثر من ألف سنة، ولذلك المواطنون غير المسلمين خبَرونا جيدًا، ويفهون أن الإرهاب لا يرتكبه المسلم الحقيقي، ولا ينتجه الإسلام الحق، ويعلمون أن لا علاقة له بالدين، وإنما يرجع لأهداف ومصالح سياسية، والفضل يرجع للدور الذي يؤديه مجلس الحوار بين الأديان التابع لمجلس شورى المفتين في الدفاع عن شريعتنا السمحاء، وإدانة كل أشكال العنف في جميع وسائل الإعلام.
           كيف ينظر المجلس للفن، وكيف يتعامل مع الفنون المسيئة للإسلام؟
ننظر إلى الفن نظرة منضبطة تخدم الإنسان عامة والمسلم خاصة، والمجلس منذ عشرة أعوام يقيم سنويًا مهرجانًا عالميًا للأفلام الإسلامية، ندعو إليه المخرجين والفنانين، ومنهم غير مسلمين، ولكنهم يعملون في مجال إنتاج أفلام اجتماعية تتناول حياة جميع البشر، وتعريف الأديان القوميات ثقافات بعضهم بعضًا، كما أنه من خلال المهرجان ننشر الصورة الصحيحة للدين الإسلامي، ويتناول المخرجون غير المسلمين هذه النظرة المنضبطة عن الإسلام والمسلمين في أفلامهم؛ لذلك نحن نتعامل مع الفنون غير المسيئة لديننا، أما المسيئة فلا نرد على الإساءة بالإساءة، وإنما نرد بتعاليم ديننا؛ فالإسلام دين السلام، ودائمًا طاولة الحوار بالمجلس مستعدة لمن يريد منهم التحاور معنا بسلمية.
حدثنا عن طقوس القوميات المسلمة بروسيا في رمضان الكريم؟
طبعًا لكل قومية طقوسها في رمضان؛ حيث إن المسلمين 50 قومية، ولكنهم يشتركون في استقبال الصيام بسعادة ونشاط؛ حيث يرون أن رمضان شهر الاجتهاد في العمل والعبادة، والجميع يشترك في فعاليات مشروع خيمات رمضان بكل الولايات من المحسنين والمتبرعين، حتى العاديين، لإفطار الصائمين وعقد البرامج التثقيفية والاجتماعية كما ذكرنا.
ما أهم المسائل الشرعية التي تشغل بال المسلمين الروس وترِد إلى الإفتاء؟
المسائل كثيرة ومختلفة، منها السؤال عن المأكولات الحلال، حتى إن لدينا مركز "حلال" لإنتاج وصناعة الحلال، وكذلك هناك مسائل أخرى مثل توقيتات الصلاة، لأن روسيا كما تعرفون بلد كبير المساحة ومتعددة البلدان، وهناك مدن لا تغرب فيها الشمس أو تشرق، ونحن نعطيهم جدولًا لمواقيت الصلوات، علاوة على الأمور الفقهية مثل المعاملات التجارية إلى آخره.
حدثنا عن مركز "حلال"، وما النشاطات التي يقوم بها؟
"حلال" مركز عالمي معتمد ضمن مراكز الحلال بالعالم الإسلامي، ومهتمه الأساسية متابعة كل الصناعات والمنتجات الإسلامية وإعطاء شهادات بتوافقها مع الشريعة، مثل الذبح، ولا نقتصر على اللحوم فقط، بل المواد الغذائية الأخرى، كما أن لـ"حلال" دور تثقيفي يقوم من خلاله بمحو الصورة المرعبة التي يروجها البعض في أوروبا عن ذبح الماشية، وتعريف الناس حكمة الشريعة من ذلك، كما أن المركز أخذ شهرة كبيرة في العالم الإسلامي، وأصبح هناك تعاون كبير مع مراكز صناعة الحلال في الإمارات وماليزيا وباكستان وغيرها.
الوقف في الإسلام له دور كبير، والأوقاف الإسلامية منتشرة في البلاد التي فتحها المسلمون، كيف تديرون الوقف عندكم؟
هذا الموضوع بالنسبة لنا جديد، فمعروف أنه قبل مائة سنة، كان هناك كثير من النشاطات للوقف الإسلامي مثل بناء المساجد والمدارس والزراعة، ولكن للأسف الشديد بعد الثورة البلشفية 1917 انتهى كل شيء بالنسبة للوقف، ونحن الآن في بداية الطريق لإحياء الوقف الإسلامي من خلال دعم الحكومة الروسية لنا، والعام الماضي أسسنا مؤسسة الأوقاف الروسية التي تقوم حاليًا على دراسة تجارب الدول العربية في الوقف؛ لتأسيس بيوت المال لمسلمي روسيا الاتحادية.
           هل ساهم المجلس في إنشاء بنوك أو مصارف إسلامية؟
نعم، فمن خلال اللجنة الاقتصادية الإسلامية التابعة للمجلس، شرعنا في تأسيس البنك الإسلامي الروسي، بعد ترجمة عدد من الكتب التي تتناول هذا الموضوع إلى اللغة الروسية، وكان آخرها كتاب المعايير الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية "AAOIFI"، ومقرها البحرين، بالإضافة لعقد المؤتمرات والندوات عن الاقتصاد الإسلامي، بالتعاون مع البنك المركزي الروسي الذي أبدى والحكومة الروسية رغبتهما في دعمنا لبناء البنك الإسلامي، وحتى إنشائه نحن لنا نشاطات اقتصادية مع بعض المنظمات في المضاربة والشراكة والصكوك والتأمين.
كلمة توجهها سماحة الشيخ للشباب في العالم الإسلامي، ومصر خاصة؟
أرجو الله في هذا الشهر المبارك، أن يغتنم الشباب الفرصة، ويتحركون ففي الحركة بركة، ويغيرون أنفسهم للأحسن، ويشربونها حب العمل الخيري، فببركة الله عز وجل نستطيع أن نقدم أكثر مثلما فعل المسلمون الأوائل، ونقوم بأنشطة أكثر من اللازم تكون عنوانًا ودعوة لديننا الحنيف، دين العلم والعمل والسلام.


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
24. 04. 2024 02:40 — الفجر 04:56 — شروق الشمس 12:34 — الظهر 16:28 — العصر 20:00 — المغرب 22:07 — العشاء
في موسكو 06:51